الاستلقاء أو الاضطجاع على الفراش يمكن أن يكون على البطن...أو على الظهر... أوعلى أحد الشقين الأيمن أو الأيسر...
فما هي الوضعية
الأمثل من أجل عمل الأعضاء ؟
فحين ينام الشخص على بطنه كما يقول د.ظافر العطار يشعر بعد مدة بضيق في التنفس لأن ثقل كتلة الظهر العظمية تمنع الصدر من التمدد
و التقلص عند الشهيق والزفير كما أن هذه الوضعية تؤدي إلى انثناء اضطراري في الفقرات الرقبية- كما أن الأزمة التنفسية الناجمة
تتعب القلب و الدماغ .
و لاحظ باحث أسترالي....ارتفاع نسبة موت الأطفال المفاجئ إلى ثلاثة أضعاف عندما ينامون على بطونهم نسبة إلىالأطفال الذين ينامون
على أحد الجانبين ...
كما نشرت مجلة التايمز دراسة بريطانية مشابهة تؤكد ارتفاع نسبة الموت المفاجئ عند الأطفال الذين ينامون على بطونهم
أما النوم على الظهر: فإنها تسبب كما يرى الدكتور العطار التنفس الفموي لأن الفم ينفتح عند الاستلقاء على الظهر لاسترخاء الفك السفلي
لكن الأنف هو المهيأ للتنفس لما فيه من أشعر و مخاط لتنقية الهواء الداخل ، و لغزارة أوعيته الدموية المهيأة لتسخين الهواء .
و هكذا فالتنفس من الفم يعرض صاحبه لكثرة الإصابةبنزلات البرد و الزكام في الشتاء ، كما يسبب جفاف اللثة و من ثم إلى التهابهاالجفافي
، كما أنه يثير حالات كامنة من فرط التصنع أو الضخامة اللثوية . و في هذه الوضعية أيضاً فإن شراع الحنك و اللهاة يعارضان فرجان
الخيشوم و يعيقان مجرى التنفس فيكثر الغطيط و الشخير ... كما يستيقظ المتنفس من فمه و لسانه مغطىبطبقة بيضاء غير اعتيادية
إلى جانب رائحة فم كريهة .
كما أنها تضغط على مادونها عند الإناث فتكون مزعجة كذلك و هذه الوضعية غير مناسبة للعمود الفقري لأنه
ليس مستقيماً و إما يحوي على انثناء ين رقبي و قطني كما تؤدي عند الأطفال إلىتفلطح الرأس إذا اعتادها لفترة طويلة .
أما النوم على الشق الأيسر فهو غيرمقبول أيضاً لأن القلب حينئذ يقع تحت ضغط الرئة اليمنى ، و التي هي أكبر من اليسرىمما يؤثر في وظيفته
و يقلل نشاطه و خاصة عند المسنين ...
كما تضغط المعدة الممتلئة عليه فتزيد الضغط على القلب و الكبد الذي هو أثقل الأحشاء لا يكون ثابتاً بل معلقاً
بأربطة و هو موجود على الجانب الأيمن فيضغط على القلب و على المعدة مما يؤخر إفراغها .
فقد أثبتت التجارب التي أجراها غالتيه و بوتسيه أن مرور الطعام من المعدة إلى الأمعاء يتم في فترة تتراوح بين 2,5 ـ4,5 ساعة إذا
كان النائم على الجانب الأيمن و لا يتم ذلك إلا في 5 ـ 8 ساعات إذا كان على جنبه الأيسر .
فالنوم على الشق الأيمن هو الوضع الصحيح لأن الرئة اليسرى أصغر من اليمنى فيكون القلب أخف حملاً و تكون الكبد مستقرة لا معلقة و المعدة
جاثمة فوقها بكل راحتها و هذا كما رأينا أسهل لإفراغ ما بداخلها من طعام بعد هضمه ... كما يعتبر النوم على الجانب الأيمن من أروع
الإجراءات الطبية التي تسهل وظيفة القصبات الرئوية اليسرى في سرعة طرحها لإفرازاتها المخاطية ،هكذا ينقل الدكتور الراوي
و يضيف قائلاً : إن سبب حصول توسع القصبات للرئة اليسرى دون اليمنى هو لأن قصبات الرئة اليمنى تتدرج في الارتفاع إلى الأعلى
حيث أنها مائلة قليلاً مما يسهل طرحها لمفرزاتها بواسطة الأهداب القصبية أما قصبات الرئة اليسرى فإنها عمودية مما يصعب معه طرح المفرزات
إلى الأعلى فتتراكم تلك المفرزات في الفص السفلي مؤدية إلى توسع القصبات فيه و الذي من أعراضها كثرة طرح البلغم صباحاً هذا المرض
قد يترقى مؤدياً إلى نتائج وخيمة كالإصابة بخراج الرئة و الداء الكلوي و إن من أحدث علاجات هؤلاء المرضى هو النوم على الشق الأيمن .
تحيات : عمدة الثاني